العقلية التقليدية

إيمان جوهر حيات

4/16/2018

الشهادات المزورة تلك القضية، التي لم نسمع عنها إلا بالتصريحات، وبعض الوعود الحاسمة التي تستدعي المحاسبة، التي لم نرَ منها شيئاً بعد! أهي محسوبية أم مشكلة أكبر وأعمق هي ما تستدعي هذا الصمت؟ أمصير أجيالنا بيد أمينة في مثل هذا الوضع؟ هل أستطيع أن أمارس حقي الدستوري وأسألكم ماذا تفعلون؟ وكيف تفكرون؟ في كل مرة تطرح قضية وتتوجه الأنظار إليها على حساب القضية الأكثر أهمية، وتتكرر تلك العملية بانتظام، حتى تصبح القضايا المهمة في طي النسيان!

والناس من «اللويه» يلهون وينسون، وتبقى بذلك القضايا عالقة بلا حلول، لماذا؟

لم أعد أعرف كيف تفكر الحكومة، ولكني على يقين بأن ما يحدث يدل على أنها لا تسير في الطريق الصحيح، لأن التضليل هو الهروب، والهروب هو خوف من شيء، نحن نطالب فقط بالشفافية والوضوح وهذا من حقنا.

الوضع السائد غير مبشّر وتعيس، ونحن لسنا إلا على بضع خطوات منه، ولا نريد ان نتعثر بالمآسي ونكرر نفس النهج.

***

الدكتاتوريات لا تدوم، وهذا ما يجب علينا أن نفهمه ونستوعبه، والدول المتحضرة لم تتحضر إلا باتخاذها نظاماً عاماً يحفظ العدالة والحرية والمساواة ويطبق القانون، بينما ننظر الى حالنا ونرى بعض دولنا العربية تموج بصراعات واستقطابات سطحية، وليس فيها أي بعد نظر، فقط لأجل الهيمنة والسلطة، رغم أن هناك العديد من السبل التي تتحقق بها المصالح من دون عنف ولا دماء، ولكن هكذا هي العقلية التقليدية.. عواصفها عنيدة وعتيدة لا ترى أمامها، الهيمنة لديهم هي بقوة اليد والعتاد، وليس بالعقل والحوار، هكذا كانت مقاييسهم، وفي وقتها كانت لازمة ومفيدة، وهي وسيلتهم للبقاء. أما الآن في سنة 2018 ندير أمورنا بنفس تلك العقلية فهذا هراء، الانفتاح يحتم علينا تغيير منظومتنا والعمل على إرساء العدالة والمساواة باتباع نظم ديموقراطية تقوم على المشاركة الشعبية الواعية، التي تفهم حقوقها وتدرك مسؤوليتها، ولكن الحقيقة أننا استوردنا الأدوات، وأغفلنا فهم التقنيات التي تشغل وتفعل تلك الأدوات، فأصبحنا معلقين بين السماء والماء نتبنى مصطلح الديموقراطية ونجهل مفهومه، ان تطوير العقول يحتاج الى منظومة متمكنة تتبع المقاييس العالمية، التي تقود الى الرقي والنهوض.

***

ان الإدارة بهذه العقلية تؤمن بأن من سبق لبق، وهذا الإيمان هو سبب تخلفنا عن ركب الحضارة، لأن الأنا هي المسيطرة على تلك العقلية، والغاية تبرر الوسيلة، فالتزوير في هذه الحالة من حيث المبدأ ليس تزويرا بالنسبة لأصحاب هذه العقلية، بل هو شطارة يفتخر بها، وهنا تكمن مشكلتنا الكبيرة اننا لا نريد ان نواجه مشاكلنا، وبدلا من طرحها بوضوح ومناقشتها تفتعل الأمور وتختلق المشاكل فقط لأجل الإلهاء وإبعاد النظر عما هو أجدر وأهم من أسلوب المراوغة بدهاء.

من حقنا أن نحاسب كل المسؤولين في مؤسسات الدولة، إذا أخفقوا في أدائهم، خصوصا التربية والتعليم العالي اللذين بيدهما مصير أجيالنا.

كيف تمر عليكم تلك الشهادات المزورة أو المضروبة؟ أين الرقابة والتدقيق؟

نطالب بنشر الوعي والألفة، والبعد عن التجهيل والتمزيق، والتوجه نحو الانفتاح، وعدم الخضوع للفكر الواحد والجامد، الذي يرفض التحرر من القيود والنظر الى المستقبل، ليس ذنبي كمواطنة أن أتحمل ضعف وسوء إدارة الحكومة، أنا أريد لأبنائي أن ينعموا بالسلام، وأن يتعايشوا مع الاختلاف، ولا أريدهم ان يكونوا انتحاريين منغلقين لا يقدرون الحياة ولا يفهمون قدر العقل في وزن الأمور.

نطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة اتجاه الشهادات المزورة أو المضروبة، وإعلان أسماء جميع من تسبب أو ساعد أو تورط في ذلك.