الدبدبة أمن قومي
إيمان جوهر حيات
8/3/2020
"الطاقة المتجددة في الكويت حلم استشرافي يتحقق ويحاكي لغة العالم" كونا في 17 ديسمبر 2018، والتي زفت لنا بشائر تشكيل لجنة من مجلس الوزراء برئاسة وزير الكهرباء والماء، وعضوية جامعة الكويت، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ومؤسسة التقدم العلمي، ووزارة الاشغال العامة، ووزارة النفط، وجهات معنية أخرى، لتحقيق رؤية صاحب السمو أمير البلاد المتمثلة في تنويع إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام مصادر متجددة للطاقة بما نسبته 15% من إجمالي الطاقة الكهربائية في البلاد عام 2030 ، و تحقيق مضامين رؤية كويت جديدة 2035.
وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من مشروع مجمع "الشقايا" للطاقة المتجددة الذي يقع شمال غربي الكويت في تاريخ 20 فبراير 2019 ، والذي تم طرحه كفكرة في 2009 وتم وضعه رسميا تحت التنفيذ في 2013، لإنتاج 70 ميغاوات من الكهرباء، كما تم توزيع بعض الألواح الكهروضوئية على بعض الجمعيات والتي تحتاج لصيانة!
ومازالت اغلب المدن السكنية حديثة الإنشاء تعتمد على مصدر الطاقة التقليدي.
وفي تاريخ 6 يناير 2019 عقد ملتقى قياديي القطاع النفطي و استعرضت من خلاله شركة البترول الوطنية الكويتية أهم المشاريع المستهدف تنفيذها ضمن خططها لعام 2019/2020، ومن بين هذه المشاريع مشروع الدبدبة للطاقة الشمسية الذي من المفترض أن يكون على وشك الانتهاء، تم إلغاؤه في تاريخ 13 يوليو 2020! وهكذا هو حال أغلب مشاريعنا الحيوية نسمع صيتها في الكويت ونرى إنجازها في الدول الصديقة والشقيقة.
يتجه العالم منذ فترة طويلة الى مصادر الطاقة المتجددة، حفاظا على البيئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة في الأغلب من مصادر الطاقة الأحفورية، التي نرى اليوم آثارها بشكل واضح من ذوبان الجليد في المناطق القطبية وارتفاع منسوب المياه الذي قد يتسبب بغرق الكثير من المناطق الساحلية والكويت أحد تلك المناطق المعرضة للخطر، وارتفاع درجات الحرارة، والجفاف والفقر وتهديد الأمن الغذائي، ولانزال معتمدين على النفط الذي فقد أهميته منذ فترة بسبب ارتفاع وتيرة الصراعات الشرق أوسطية الغير قابلة للانتهاء، وتشريف وباء كورونا المستجد الذي أثر على قطاع الطاقة وأبطأ حركة النقل والتجارة والنشاط الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في جميع أنحاء العالم، وسرع ذلك من وتيرة التغيير التي تتبناها أغلب الدول الموردة التي تسعى لاستبدال مصادر الطاقة التقليدية بأخرى متجدد وصديقة للبيئة، ووضعت لها خطة زمنية لتحقيق ذلك الهدف، خبر جيد بالنسبة للبيئة ولكنه مفجع للدول التي مازالت مسترخية تحت ظلال النفط.
اغلب التوقعات الدولية تتنبأ بنهاية عصر النفط، وخاصة أن التنافس على مصادر الطاقة النظيفة محتدم وهذا مؤشر على أن النفط لن يعود لعهد ما قبل كورونا، ويستوجب أن تشمل كل خطط الإنعاش و التعافي على مشاريع تحفظ أمن الطاقة وتقود للتحول السلس والممنهج لمصادر الطاقة النظيفة وضمان استدامة توليد الكهرباء وتحلية الماء في أحلك الظروف التي قد تمر بها المنطقة.
أمن الطاقة قضية أمن قومي.