المؤتمر التذكيري

إيمان جوهر حيات

1/28/2019

في يوم 24 ـــ 1 ــ 2019، صرح النائب محمد هايف، في مؤتمر صحافي، وتلك بعض المقتطفات المقتبسة من تصريحه: [«نذكر رئيس مجلس الأمة بما حصل من اتفاق في الأيام الماضية؟».. «لا يمكن أن يكون للنواب التزام في كل ما دار، وان يمضي هذا الوقت...ب حتى لو،، ممكن كما يقال (طوفنا) شي، لكن ما يكون الأمر الآخر! يعني إذا عجزت الحكومة عن شيء، لم تكن تعجز عن الأمر الآخر؟!».. «هذا المؤتمر تذكيري للحكومة أن عليها التزاماً، وأن عليها أن تفي بالتزاماتها، وأنها لا تطالبنا بالالتزام ما لم تلتزم هي بما تعهدت به من كل الأمور التي ذكرتها من إسقاط العضوية من العفو وعودة الجناسي،، (من الأمور التي تم الاتفاق فيها) …»]. من حقنا كشعب أن نعرف بماذا التزمتم؟ وماذا «طوفتم»؟ وما هي الأمور الأخرى التي اتفقتم عليها؟! يؤسفني ما آلت إليه حال البرلمان الكويتي، الذي انطفأت شمعته منذ أمد بعيد، وأصبح مجرد واجهة هلامية، لا تعكس تطلعات وطموح الأوفياء من أبناء الوطن. تصريحات بعض النواب، الذين تراشق بعضهم مع بعض بأسوأ الاتهامات وأمام الملأ، ليست جديدة علينا، ولم نعد نثق حقيقةً بأن كان ما يقولونه صحيحاً أم مجرد لعبة سياسية لإشغال الشارع الكويتي عن الأمور الأكثر أهمية والمطلوب السكوت عنها.

فما زالت قضية الحريات عالقة رغم الوعود والتصريحات التي صرح بها بعض النواب، معلنين عن عدم قبولهم بالقوانين المقيدة لحرية الرأي، وضرورة إعادة النظر بها، خاصة بعدما أصبح فلذات أكبادنا فريسة لتلك القوانين المقيدة، التي زجتهم في السجون وأرغمت بعضهم على الهجرة.

وقضية المساواة التي كفلها الدستور وأبخصها ضيق أفق المشرع، الذي يستنكر مساواة المرأة بالرجل، فأصبح أبناء الكويتية غرباء في وطنهم، الذي ترعرعوا به، ولا يعرفون غيره وطنا.

وقضية «البدون» الإنسانية، التي طمست حتى تضخمت وتشعبت وأصبحت قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة، وللأسف الإدارة كعادتها لا تُفعل أدواتها الا بعد وقوع الخطر!

وملاحظات ديوان المحاسبة العامرة، التي رصدت انتهاكات وهدر أغلب مؤسسات الدولة، والنتيجة لا شيء سوى كم تصريح وتحقيق، والفاسدون بخير الشعب منعمون وخارج أسوار البلد آمنون! الى متى؟

وللأسف أغلب مؤسسات المجتمع المدني، التي من المفترض أن تكون ضاغطة وفاعلة في خدمة المجتمع، لا تقوى على القيام بالدور المنوط بها، وذلك نظراً الى القيود المفروضة عليها من الحكومة، او لأنها مجرد واجهة لنخبة معينة تشتري رضى بعض المتنفذين.

لا بنيان يستقيم من دون أساسات صلبة تتمثل بوعي وإدراك الشعب لواجباته وحقوقه وتوحيد صفوفه.