بسّنا معارك مفبركة

إيمان جوهر حيات

3/29/2021

كفاية تضليل واهانة للعقول واستغلال بعض القضايا المجتمعية لاستئثار مشاعر العامة، الذين ضاقوا ذرعا من المماطلات والمراوغات السياسية التي تجاهلت بنيتنا التحتية حتى تآكلت وأصبحت هشة، لا يحميها الا ما تبقى لنا من أموال نفطية في صناديقنا السيادية المخصصة للأجيال غير المعلوم مصيرها في هذا الوطن المنهوب!

الكويت أكبر من تلك الشعارات البالية التي غايتها خلق الضيق والقلق والخوف، لا إصلاح هذا الوطن، الكويت تحتاج إلى إدارة حكومية سديدة توقف نزيف الهدر والفساد الذي تغلغل في أغلبية مؤسسات البلد وفاض على المجتمع.

حصيلة قضايا العنف والإرهاب والمخدرات وغسل الأموال كلها انعكاسات خطيرة لضعف مؤسسات الدولة، التي تدار في غالبها بالواسطة والمحسوبية والبعيدة كل البعد عن ابجديات الخطط التنموية!

قد فاض الكيل وأصبحت الكويت ساحة لتجاذب الخلافات والصراعات والمظلوميات، من دون تفكير ولا وعي بأن حصيلة ما تقترفه تلك النفوس المزحومة بالمصالح الآنية لن يعود بالخير على هذا المجتمع والوطن.

الكويت دولة مدنية واصوات بعض مدعيّ الإصلاح الراغبين بأسلمة قوانين الدولة ليعودوا بنا إلى المربع الأول، ما هو إلا عبث واستخفاف لا غاية من ورائه الا إلهاء الناس عن الحقائق الموجعة التي تسببت في ضياع مقدرات الوطن.

ماذا استفدنا من الشحن الطائفي والقبلي والفئوي الذي لم ينقطع عن ضخ سمومه في المجتمع، حتى ساد الشك والتوجس بين أفراد المجتمع ونسي أغلبهم أن الأمم لا ترتقي بتلك العقول المنهكة والمغيبة في الماضي الذي يسود اغلبه الزيف والبهتان، الأمم التي لا تستفيد من اخفاقاتها السابقة لن تستطيع أن ترفع رأسها وتنظر إلى الأمام.

تجهيل العامة باستغلال أشباه المثقفين ومدعيّ الدين وبعض القنوات الاعلامية، لن يصب في مصلحة الحكومة ولا الوطن، وسيستمر الزعيق الفارغ يتعاظم حتى تصفر خزينة البلد وتطير الغربان بارزاقنا، تاركة شعاراتها المعلبة تنهش في ما تبقى من جسد الوطن، هؤلاء هم الآفة التي تستوجب محاربتها، وايقافها مهم لبقاء الوطن.

لم نستفد بكل اسف من تجربة الغزو الغاشم التي من المفترض أن تكون بداية جديدة لسيادة الديموقراطية والاعمار والبناء بدلا من حمل المناجل بعضنا على بعض حتى اختفى بريق الوطن، اسعدنا من أرادوا لديموقراطيتنا الزوال والهلاك وحققنا طموحهم في القضاء على نهضة وئدت في مهدها!

الكويت باقية بأهلها الطيبين المتمسكين بالديموقراطية ومبادئ الدولة المدنية التي جوهرها هو حماية كرامة وحقوق ورفاه الإنسان من دون تمييز أو تهميش، والمستوعبين جيدا لرهبة البعض من انعكاس نجاح هذه التجربة على مصالح البعض الضيقة، وعلى اغلب من هم حولنا الرافضين لفكرة أن يكون الشعب مصدر السلطات وسيد قراراته، المعركة لن تنتهي والانجرار خلف تلك المعارك المفبركة من دون وعي وبصيرة لن يخسرنا الوطن فقط بل كذلك أنفسنا.

يا أصحاب القرار اصلحوا التعليم وغربلوا الثقافة لأجل مستقبل افضل لنا جميعا.