لقد أبخس حقي
إيمان جوهر حيات
1/15/2018
«كنت دائماً أحلم وأتمنى ذلك اليوم الذي أتخرج فيه في الجامعة، وأكمل دراساتي العليا، واعمل في مجال تخصصي، وبالفعل تخرجت وأكملت الماجستير وتوظفت بالحكومة، ولكن من دون عمل! حاولت ان اثبت وجودي وأغير من محيطي، ووجدت أنه كلما اجتهدت وعملت أهمش وأنبذ! وفِي النهاية، وبعد عناء، عرفت انهم لا يريدون اكفاء منجزين، بل بصامين متسلقين، ومع كل هذا فأنا ملتزمة بالدوام الرسمي، وأجلس بالساعات خلف المكتب الكئيب من دون أي عمل يشغلني وينقضي به وقتي، وطالبت إدارتي مراراً وتكراراً بأن تلتفت إلي وتوكل إليّ أي مهام أنجزها لأسلي نفسي، ولكن اسمع الوعود ولا أرى إلا العدم، انا محبطة وأشعر بالألم على بلدي، كيف ستحقق الكويت رؤيتها ٢٠٣٥ المعهودة وحكومتها «تكسر مجاديف عيالها» بالبيروقراطية والجمود والتهميش! بصريح العبارة التخصصات المرغوبة هي التملق والنفاق والطاعة العمياء من دون استفسار او سؤال، وأنا لا أجيد تلك الامور ولا ارغب بها». هذه كلمات فتاة طموحة تشكو من وضع مستشر في البلد، أما آن الاوان يا حكومة ان ترأفي بشبابنا وتمهدي لهم الطريق ليحققوا آمالهم وطموحاتهم.
أما آن الآوان يا رشيدة أن تنهضي من سباتك و تعيدي حساباتك وتستثمري في شبابك الذين هم عماد الوطن؟
نسمع عن التنمية البشرية والعدالة والمساواة، ولكن ما نراه هو تماما عكس ما يسرد ويقال، اين هو الخلل؟
سوء الإدارة تخطى حدود المعقول، وأصبح حديث العموم، ولم يعد خافياً على أحد، وكل ما تحتاجينه يا حكومة هو الوضوح والتحرر من الجمود، الذي اعترى غالبية مؤسسات البلد.
إن ما سردته تلك الفتاة هو جزء لا يتجزأ من المشاكل التي يعاني منها الشباب، ولا يخفى عليك ذلك يا رشيدة، ولن تري الإصلاح المرجو وأبناؤك يعانون الإحباط والاكتئاب والقلق، نعم هم قلقون على مستقبلهم، الذي تبخر أمام ناظرهم بسبب تصرفات غير مسؤولة وواعية من بعض المسؤولين غير الأكفاء الكارهين للتغيير، والمتخصصين بوأد الطموح خشية على مراكزهم وكراسيهم التي حصلوا عليها بالتملق والتسلق والصعود على أكتاف وجهود الغير،
أي نهضة نرجو وما زال شبابنا يئن من الواسطة والمحسوبية المتفشية في أغلبية مؤسسات البلد، بينما الإنسان الكفء يجمد حتى تتخشب مفاصله ويفقد الأمل، هذا هو واقعنا الذي يجب أن تسمعيه وتفهميه وتحاولي جاهدة أن تصلحيه يا حكومة، وانت قادرة على ذلك بكل تأكيد، وبلا أدنى شك، ان كنت بالفعل ترغبين في رفعة ورقي هذا الوطن، واعلمي يا رشيدة ان الزمن لا يعود الى الوراء، وأن المستقبل لا ينتظر.
