ما الذي تغيَّر؟
إيمان جوهر حيات
11/18/2019
«الشركات أقوى من الإصلاح، والمصالح الانتخابية والمصالح الشخصية أقوى من الإصلاح وأقوى من مصلحة الوطن!».
بغض النظر عن تأخر التصريح أعلاه الخطير والمسيء للبرلمان والذي أدلت به وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون الاسكان جنان بوشهري بعد الاستجواب في تاريخ 12 / 11 / 2019، وقد سبقها وزامنها العديد من النواب الذين صرحوا بمثل ذلك وأكثر، إلا أنه ما زال هذا المجلس مستمرا…
استقالة الحكومة بعد التوجه لطرح الثقة بوزير الداخلية، وتصدر قضية صندوق الجيش التي تفجرت قبل أيام كل وسائل التواصل الاجتماعي!
واتساءل: هل من مزيد؟! وما الذي تغير؟
لم يتغير شيء يذكر، هذا النهج موروث في ثقافتنا ومتأصل في أغلب العقول، فالأغلبية تبحث عن مصالحها الخاصة ولا تبالي بالمصلحة العامة للمجتمع والبلد، ولا تكترث بمصير أجيال قادمة، ولا حتى تفهم معنى المواطنة والوطن، المهم ان تنعم هي بخير دون الاكتراث بالغير! «سيل ما يبلك ما يهمك»… وان تتحصل على أكبر قدر من المنافع تطبيقا لمثل «من سبق لبق»، ولكن الناس وعوا.
استقالة الحكومة الكويتية لا تعني شيئا في حقيقة الأمر من دون تغيير النهج أو النظام الذي لم يعد صالحا للاستخدام في هذا الزمن.
وبقاء المجلس الحالي رغم كل الاتهامات التي وجهت له، وآخرها التصريح أعلاه، الذي جرى تداوله ونشره عبر أغلب وسائل الإعلام من دون أن يخرج مسؤول لتفنيد وتبرير ما قيل من قبل الوزيرة! هو إساءة بحق الشعب وإساءة لمصداقية وشفافية المجلس اللتين أصبحتا عند الغالبية على المحك.
احتجاج «بس مصخت» في ساحة الإرادة كان رسالة شعبية واضحة تعبر عن الغضب والاستياء. رغم تعمد البعض تشويه ذلك وتبيانه انه مؤامرة وغيره من الأمور المعتاد طرحها للتملص من المسؤولية ومواجهة الفشل.
فقدان الثقة بالمؤسستين التنفيذية والتشريعية هو نذير خطر، وهو سبب من اسباب انهيار اغلب الدول التي من حولنا والتي عانت من الصراعات الحكومية الأنانية المتفردة في القرار.
إصلاح البلد يحتاج الى رغبة صادقة من قبل الإدارة بتطبيق الديموقراطية، ولخطة مدروسة وواضحة المعالم ولها برنامج زمني محدد مراقب ومحاسب، تحظى بثقة الشعب ومتوافقة مع التغيير والتطور غير قابلة للمهادنات والمساومات مع قوى الإسلام السياسي وبعض التيارات السياسية المتلونة، حيث استفادت الادارة الحكومية وبعض المتنفذين فيها لبسط الهيمنة على المجتمع، ويحتاج لكفاءات وطنية متخصصة ومخلصة، ولمصالحة شاملة، والأهم نحن بحاجة لمنهج تعليمي متطور يعلم ولا يلقن، ويسرد اخفاقات الماضي وليس فقط إنجازاته ليكون عبرة يتعلم ويتعظ منها النشء.
ويقول المثل «البحــــر لـــه ناس لفيحـة.. يعرفون التوح من اليره.. مب كل من تاح سريحـة.. قال هذا خيط وبايّـــــره»..
يعني «لكل صنعة ومهنة أهلها ومتخصصينها».. «ومو كل مسك الخيط صار حداق».
آن الأوان لتغيير هذا النهج البدائي الذي غايته شراء الولاءات وتحصين الكراسي، «وترس المخابي».