قرع طبول الحرب

نشر 9 أغسطس 2021

إيمان جوهر حيات

12/11/2023

طائرات مسيرة تجول حولنا وتهديد مستدام لقرع طبول الحرب، والشعوب منقسمة بين مؤيد للتأجيج وحالم بالسلام، والنتيجة المزيد من الضجيج وقمع الآراء، ولا يوجد أفضل من تلك البيئة للملمت كل أشكال الفساد.

ما يحدث من تصعيدات متتالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليس إلا نتيجة لتراكم الاخفاقات التي تسَسببت في وهن البنى التحتية لأغلب أنظمتنا المتعثرة بالفساد الذي اجتاح كل مناحي حياتنا، أنظمة لم تكرس اهتمامها في بناء وتأهيل الإنسان من خلال التعليم والأبحاث واحتضان الإبداعات واقتناء تفاصيل التقنيات الحديثة، تستورد أكثر مما تنتج، تستنزف مواردها الطبيعية لتعود لها في صورة منتجات تستهلكها دون فهم ميكانيكية عملية التصنيع والسعي لتطوير كافة السبل المتاحة من تشريعات مدنية عادلة تضمن تكافؤ الفرص لأفرادها وتكفل جودة التعليم وتهتم بالتثقيف وتحترم الحريات لإنشاء أجيال واعية قادرة على إدارة المستقبل، مشكلتنا لا تتمركز حول جمهورية إيران أو غيرها وليس لنا القدرة في الدخول في صراعات جديدة تستنزف ما تبقى لنا من مقدرات وموارد، مشكلتنا هي عدم وجود رؤية اقتصادية اجتماعية سياسية ثقافية جامعة تتحالف من خلالها كافة دول المنطقة مُشَكِلة منظومة تحكمها قوانين وقواعد شبيها بالاتحاد الأوروبي تحمي جميع الأطراف وتوفر الحياة الكريمة لشعوبها، وتحظى باحترام المجتمع الدولي.

أصبحت منطقتنا ساحة معركة بين القوى المهيمنة والراغبة في الهيمنة، ومن يدفع ضريبة هذا التنافس الضخم هي الأنظمة الغارقة في فسادها بسبب قصر نظرها، والتي حصدت من البغض والكراهية المكبوته في صدور شعوبها ولا يوجد أسهل من سقوط تلك الأنظمة عندما تفقد ثقة شعوبها والأمثلة كثيرة، وكل ما علينا هو النظر لحال العراق وسوريا ولبنان وليبيا وتونس والسجال المستدام بين الجزائر والمغرب ومعاناة اليمن الجريح، وتحول مضيق هرمز وممراتنا المائية الحيوية شريان الطاقة والتجارة إلى ثكنات عسكرية تتعارك فيما بينها لتلبية مصالح لا تمت بصلة لشعوب هذه المنطقة التي خرجت من صمتها لتطالب بالعدالة والحرية والمساواة، وبكل تأكيد في كل هذا التصعيد المتفاقم الذي نشهده يتمدد في اقليمنا هناك من يتكسب من تلك الويلات ويسعى بمكر لفرض شروطه المجحفة وإخضاع تلك الأنظمة الهشة المفككة تحت وصايته وسلطته، وما يفعله الكيان الصهيوني المستبد الذي عمل جيدا على ترسيخ نفسه دوليا من خلال البذخ على انظمة التعليم والأبحاث والتسليح والاقتصاد ليس إلا بداية لعهد جديد نرى ارهاصاته تتجلى في قلب المفاهيم التي ترسخت في عقول الشعوب الشرق اوسطية بدعم من الأنظمة لعقود طويلة، وأصبح هذا الكيان المغتصب بقدرة المصالح التي تحرك اغلب دول العالم هو شرطي المنطقة المدعوم من القوى المهيمنة.

الخروج من كنف هذا التصعيد يتطلب العودة لطاولة الحوار والتحرر من التعنت والأيديولوجيات المقيدة التي جرفت المنطقة لحافة الهاوية.

وكما قال مارتن لوثر كينج لا أحد يستطيع ركوب ظهرك الا اذا كنت منحنيا.

قرع طبول الحرب
قرع طبول الحرب