سلام على فلسطين
إيمان جوهر حيات
12/11/2017
لماذا البعض يستغرب من تصرّفات ترامب، ويعتبرها تصرفات مهينة للعرب والمسلمين؟ ألا تعلمون أن القرار الذي اتخذه ترامب يستند على قانون يعود تاريخه إلى ٢٢ عاما عندما صدّق الكونغرس الأميركي في 23 أكتوبر 1995 على قانون يسمح بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعطى الحرية للرئيس بالتوقيع عليه لإقراره، في وقت أمتنا منشغلة بنكباتها ومشاكلها وحروبها المتتالية وغير المنتهية على دين ومذهب وتكفير وإرهاب وخلافات ماضوية، ليس من ورائها إلا الدمار والهلاك؟! نحن من ضيعنا هيبتنا وأصبحنا مجرد أداة، وان وضعت الدول المتقدمة اعتبارا لنا فليس لأننا خير أمة، بل لأنهم يخشون على أنفسهم منا مما قد نصدره لهم من إرهاب. ربما لا يعجب كلامي البعض، ولكني لا أقول إلا الحقيقة، الحقيقة التي علينا أن نواجه بها أنفسنا، وننظر إلى سوء أحوالنا بتعقل ووعي لعلنا نجد المخارج ونرجع للأمة هيبتها المفقودة. أدركت الحركة الصهيونية أن القوة بالعقل؛ فكرّست اهتمامها بالعلوم والمعرفة ووضع استراتيجيات وأهداف للبحث العلمي في شتى المجالات، في وقت أنهكت الدول العربية والإسلامية نفسها بالحروب والصراعات المذهبية والدينية والمصلحية وابتعدت عن العقلانية، فأصبحت عرضة للهزات ومسرحا للمآسي والنكبات.
لقد حظيت إسرائيل بالمرتبة الــ34 عالميًا في مؤشر الديموقراطية لعام 2015، متفوقة بذلك على الدول العربية، كما تفوقت إسرائيل على الدول العربية في أغلب المجالات، خاصة الاقتصادية والعسكرية لما تملكه من خطط استراتيجية بعيدة المدى وذات جدوى.
كما تقود إسرائيل الشرق الأوسط للعام الخامس على التوالي في مؤشر الابتكار العالمي 2017، الذي حقّقت من خلاله المرتبة الــ17، أي احتلت المركز الأول على مستوى المنطقة. وقد أظهرت إسرائيل تحسنا في الإنفاق الإجمالي على أنشطة البحث والتطوير وصادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحافظت على مرتبتها العالية على مستوى العالم، من حيث الباحثين، وصفقات رأس المال الاستثماري، والإنفاق المحلي الإجمالي على البحث والتطوير الممول من قبل الشركات، والمواهب البحثية في المشاريع التجارية.
صدر عن الويبو وجامعة كورنيل والمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (الإنسياد) وشركاء المعرفة لعام 2017، اما بالنسبة الى التعليم فتهيمن جامعات إسرائيل على مقدمة الشرق الأوسط و«تل أبيب» في الصدارة، حيث صدر المؤشر العالمي لترتيب الجامعات حول العالم لعام 2017 نسخة شهر يوليو الماضي، عن موقع «ويبومتريكس» المتخصّص في ترتيب الجامعات عالميًا، وهو «أكبر تصنيف أكاديمي لمؤسسات التعليم العالي» حول العالم، كما يصف الموقع نفسه.
سيطرت الجامعات الإسرائيلية على مقدمة الشرق الأوسط في المؤشر العالمي لترتيب الجامعات؛ إذ كانت أفضل أربع جامعات في الشرق الأوسط إسرائيلية خالصة، وتواجدت خمس جامعات إسرائيلية بين قائمة أعلى 10 جامعات في الشرق الأوسط، كما تواجدت سبع جامعات إسرائيلية بين قائمة أفضل 20 جامعة في الشرق الأوسط.
وكان التواجد العربي محدودًا، في قائمة أفضل 20 جامعة في الشرق الأوسط، بوجود أربع جامعات عربية فقط.
أليس كل هذا جديرا بأن تحظى إسرائيل بمكانة لدى القوى المهيمنة بالعالم؟
كفانا شجبا واستنكارا وتجييشا لمشاعر الناس بالشعارات الفارغة التي لم يكن لها أي دور في حل قضية فلسطين، إن لم تتوحد جميع الجهود، والعمل الجاد على بناء وترميم البنى التحتية وإعمار العقل وتنمية الطاقات والقدرات البشرية وتبني المنهج العلمي في حل قضايانا وتصريف امورنا، فلن ترى قضية فلسطين النور، ولن ننعم بالاحترام والتقدير من أنفسنا ومن القوى العظمى المهيمنة على العالم.