وأد الإبداع

إيمان جوهر حيات

9/4/2017

وكأن الكويت سبيكة من ذهب تمتلكها أقلية في هذا البلد! من حقّي ان اعرف أين نتجه؟.. ومن حقي ان اعرف اذا كان هناك توافق بيننا؟! ومن حقي ان اعرف ما هو مخطط ومرسوم لحاضرنا ومستقبلنا؟ فكل الامور بيدك انت يا حكومة، ونحن كمواطنين تصعب علينا مخاطبتك، إلا عن طريق نوابنا بالمجلس، ومعظم نوابنا الذين اخترناهم في دوائرنا الانتخابية المذهبية والقبلية والفئوية متخبّطون في الردود!

نعم.. أغلبهم متخبطون؛ لاننا نحن من فضلنا الطائفية المذهبية والقبلية والفئوية على ما يسمى «المواطنة»، التي ينتمي بها الإنسان الى الوطن، ويلغي كل اهتمامات ثانوية أخرى.

وأغلب ما نسمعه من مناوشات حكومية ونيابية هي مجرد مجموعة من التنديدات الصورية على قضايا قديمة جدّاً وأخرى مستحدثة تتفجر على الساحة المحلية بقوة في كل موسم انتخابي لغرض المساومات ودغدغة مشاعر أبناء الوطن من دون وضع أي حلول حقيقية لتلك القضايا، بل سرعان ما تخمد وتنتهي بمجرد الوصول الى كرسي البرلمان أو لغاية مستترة عن الأذهان.

وعجباً لمن لم يتعلّم من ذلك بعد!

من حقي ان اعرف الى اين نتجه؟ ألم نتعلم ونتعظ من الدروس المؤلمة التي مررنا بها من سوء إدارة واحتيال ونصب وفساد، في سوابق بعض مكاتب الاستثمارات في الخارج، التي ذاع صيتها بعد سلسلة من الأحداث المتعاقبة وصولاً إلى تقرير ديوان المحاسبة لعام 1991 الذي كشف الستار عن الفضائح التي اعترت أداء استثماراتنا من تلاعب بالمال العام، وعدم المصداقية، وسوء الرقابة أو التعمّد بِغَضّ البصر عن تلك المخالفات الجسيمة؟ والمفسدون طلقاء ينعمون بمدخرات أجيالنا القادمة، وما زالت الدائرة تدور وتكبر وتتسع (وهذا جزء بسيط من مسلسل الفساد المستمر). ورجاءً لا تلقوا سبب تردي أحوال صندوقنا السيادي الذي تأسس عام 1953 على الغزو الغاشم، لأني أرى الغزو الحقيقي وللاسف، هو بأطماع الجشعين من أبناء الوطن، الذين لا يضعون أي اعتبار إلا لمصالحهم الشخصية، وأتعجب كثيراً عندما أقرأ تلك الأسماء المرموقة والمتورّطة في قضايا الفساد، وأتساءل عن السبب الحقيقي وراء فعلهم! هل بسبب إحساسهم بأنهم فوق القانون، أم لأنهم يشعرون بأن تلك الأموال ملك لهم مثلاً، أم أنهم شاهدوا العديد من الممارسات الخاطئة والمسكوت عنها وهذا ما شجّعهم على التمادي والاعتداء على المال العام، أم لديهم مرض نفسي فلا يعون ما يفعلون؟! هذه نتائج التعيينات المعتمدة على الواسطة والمحسوبية وسياسة «إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر»!

ورغم كل ما حدث من فساد فما زالت المعلومات عن الصناديق السيادية سرية!

وما زلنا نشاهد حتى يومنا هذا الكثير من النماذج التعيسة، التي تضخمت حساباتها البنكية وثرواتها، فقط لأنها بارعة في خلق المشاكل والفتن بين أفراد الوطن.

كيف لنا أن نثق بأن الأمور تسير على خير، ونحن نرى ونسمع كل يوم عن فساد إداري ومالي وهدر وسوء تخطيط وتخبّط في أغلب مؤسساتنا؟

وما زال أغلب التعيينات تتم على أساس المحسوبية والترضيات المصلحية والسياسية والطائفية والشللية، لا على أساس الخبرات والامكانات والكفاءات، وما زالت المؤشرات التنافسية تنحدر كل سنة عن سابقتها، وما زال نهج الغاب مسيطراً على عقول بعض «رعايا الفلس»، والذين بسبب الترضيات والمحسوبية أصبح بيدهم الصلاحيات التي تخوّلهم بتقرير مصير المجتمع والوطن.

نحن ملتزمون بدستورنا، ولن نقبل ان تتحكم حفنة من المرتزقة والاتباع والمصابين بجنون العظمة أن يفسدوا ديموقراطيتنا التي لطالما حاربوها بأرخص الأساليب والوسائل.

واعلموا أن السبيكة التي تطمعون فيها ليست للبيع.