مشاريع معثرة
إيمان جوهر حيات
4/1/2019
أعود إلى موضوع التنمية التي تغنى بها معظم المسؤولين، وأتساءل عن أي تنمية بالضبط تقصدون؟ وهل تدركون معنى التنمية ومضمونها؟ التنمية تحتاج تخطيطاً واعياً، وبعد نظر، وجدولاً زمنياً للتنفيذ، ورقابة محكمة، وأمانة في العمل، وللأسف تلك الأمور لم تتحقق في أغلب مشاريع الدولة التي تتضخم ميزانيتها بسبب كثرة الأعمال الإضافية والتغييرية، وتتقلص جودة التنفيذ وتتمدد مدة الإنجاز والتسليم ولا حسيب ولا رقيب ولا تحمُّل مسؤولية! اجتمعت لجنة المناقصات في 21 يونيو 2010 لترسية المناقصة رقم هـ ش ر / 2008 / 2009، الخاصة بأعمال إنشاء وإنجاز وصيانة مجمع الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح للصالات المغطاة (منطقة صباح السالم) بعقد قيمته الإجمالية 15.866.888.950 د.ك! وكان المفترض الانتهاء من ذلك المشروع وتسليمه في سنة 2014، حيث صرحت الهيئة العامة للشباب والرياضة آنذاك بالتزامها ووفائها بالخطة الإنمائية للدولة وترسيخ النهج التخطيطي أسلوباً فاعلاً لإدارة التنمية وتوجيه كل الموارد البشرية والمالية لتحقيق أهداف الخطة الإنمائية، وبأن المجمع المراد إنشاؤه يمثل إضافة حيوية ومميزة إلى منظومة المنشآت الرياضية في الكويت! هذا جزء مما ذكره المسؤولون في أغلب وسائل الإعلام، وما رأيته هو مبنىً متهالكٌ ومهجورٌ لا يعكس التطلعات والطموحات المصرح بها! ولم نرَ مسؤولاً تَحَاسَبَ ولا مقاولاً تعاقَب، لماذا؟! ومن المستفيد من ذلك؟!
أما بالنسبة للقرية التراثية، تلك القرية التي تقع على الخليج العربي، قرب البنك المركزي هي مشروع آخر من كوكبة المشاريع التي تغنت بها حكومتنا الرشيدة، واعتبر هذا المشروع من أبرز المشاريع التنموية والاستثمارية التي تربط الماضي بالحاضر، وقد نال اهتمام الحكومة لما يمثله من قيمة تراثية وثقافية وكذلك سياحية! ولم نرَ من هذا المشروع سوى الهياكل الإنشائية الجامدة والخاوية من الحياة تماماً! في حين أُبرم عقد مشروع القرية التراثية في نوفمبر 2004 وتقرر تنفيذ هذا المشروع عن طريق القطاع الخاص، بنظام الـB.O.T، على أن يُسلَّم في آخر عام 2007! وبلغت قيمته ما يقارب 22 مليون دينار كويتي.
نُشِرت تحقيقات ومقالات عدة عن هذا الموضوع في العديد من الصحف الرسمية ولم نجد ردة فعل حاسمة ومسؤولة غير التصريحات الخجولة (ربما للطمطمة)!
بين اعتراض بعض أعضاء المجلس البلدي ومطالبتهم بسحب هذا المشروع وإلزام المقاول بالغرامة، وتهاون الحكومة من وزارة مالية وبلدية و«مجلس الوزراء» ومجلس أمة! إبقاء هذه الحال دون اتخاذ قرار.. لماذا؟ ولمنفعة مَن التغاضي عن هذا التخاذل غير المغتفر؟ أي وعود للتغيير ممكن نصدقها ونحن نرى أمامنا هذا السيل غير المتناهي من الإخفاقات؟!.
