رسالة الدائرة الخامسة
إيمان جوهر حيات
5/24/2021
الكويت أمام منعطف وعر وخطير، يستوجب من القيادة التنفيذية والتشريعية إدراك الوضع الملتهب إقليميا ودوليا والعمل الدؤوب على استتباب الاستقرار المحلي الذي لا يمكن في هذا الزمن أن يتحقق بوسائل تكميم الأفواه، بل برفع سقف الحريات وقبول التعددية واختلاف الآراء، رسالة الدائرة الخامسة هي رسالة استياء وغضب من أداء الحكومة حول العديد من قضايا الفساد والمتهم بها مسؤولون كبار كشفتهم تقارير دولية ومنع الخوض في أمرهم محليا!
هي رسالة صادقة ترغب في التغيير الذي يحقق لهذا الوطن التقدم والازدهار، فلم يتبق من الزمن إلا ما يقارب الأربع عشرة سنة لبلوغ رؤية الكويت لعام 2035 والموجودة على الموقع الإلكتروني newkuwait.gov.kw التي تحدد الأولويات الطويلة المدى للتنمية، وترتكز إلى سبع ركائز، وهي: مكانة دولية متميزة، بنية تحتية متطورة، رأسمال بشري إبداعي، إدارة حكومية فاعلة، رعاية صحية عالية الجودة، اقتصاد متنوع مستدام، بيئة معيشية مستدامة. وللأسف لم تتحقق أغلب تلك الركائز وسط تآكل الاحتياطي العام وتفاقم الخلل الهيكلي وتضخم الإنفاق العام، وبؤس النظام التعليمي، واتساع الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، وعدم تكافؤ الفرص، واضمحلال الطبقة الوسطى، وتضخم الأسعار وتردي اغلب الخدمات، وتقييد الحريات وانتهاك الحقوق الانسانية، وكل هذا حدث بسبب البعد عن الديموقراطية واستمرار صراع النفوذ والكراسي، واستغلال المال السياسي في تأجيج المشهد العام، وإلهاء المجتمع عن الأمور الجوهرية.
تتحمل الحكومة، بحكم ما تملك من مقومات وقدرات ومقدرات، الجانب الأكبر من المسؤولية عما نشهده من تراجع وفساد، ولكن هذا لا يعفي أعضاء البرلمان من المسؤولية التي تستوجب عليهم التكاتف والعمل على تغيير النظام الانتخابي بما يحقق العدالة في تمثيل الناخبين، وتعديل كل القوانين المقيدة للحريات، ورفع الظلم الواقع على البدون وأبناء الكويتيات وسن التشريعات التي تسهل تحقيق رؤية الكويت 2035.
وجه ناخبو الدائرة الخامسة رسالة مدوية للحكومة، من خلال حصول الدكتور عبيد الوسمي على ما يتجاوز الـ43 ألف صوت في الانتخابات التكميلية 2021، وعدم قراءة هذه الرسالة بشكل جيد واحداث التغييرات المرجوة في النهج الإداري للدولة والالتزام بالديموقراطية واجتثاث الفساد وتطبيق القانون بعدالة على الجميع دون تمييز أو استثناء، واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية وإجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والحقوقية اللازمة، لن يقود هذا البلد لطريق الاستقرار.
حفظ الله الكويت.