صُرفت الأموال.. فأين الإنجاز؟
إيمان جوهر حيات
7/1/2019
زادت حدة نبرة التذمّر من وضع التعليم في البلد، وضاعت الحقيقة وسط زحمة الاخفاقات، شهادات مفبركة، طلبة متعثّرون، وتذمّر من قبل بعض أولياء الأمور على رداءة المناهج التلقينية وتوجيه ابنائهم للقطاع الخاص، وعدم أهلية وكفاءة بعض المعلمين في المدارس الحكومية، رسوب بعض المعلمين في الوظائف الإشرافية وتذمّرهم وتظلمهم بعدم توافر دورات تدريبية مهنية ومتخصّصة، وتفشي الواسطة والمحسوبية وعدم تقدير الكفاءات.. والأعظم هو ما أثير من قبل بعض أعضاء البرلمان الذين يتذمّرون على (التعليم المشترك)، وكأن بحل تلك المعضلة الماكثة في عقولهم يتحقّق للبلد الرفاه!
وهذا بعض ما نُشر في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتنافى ذلك مع توجه الدولة المعلن عبر الموقع الإلكتروني الخاص بكويت جديدة، خاصة ما أتى في بنود جودة التعليم من مشروعات رئيسة جرى الإنجاز بها والمقدر تاريخ انتهائها في 2020 وأغلبها مشاريع في المرحلة التنفيذية! وهي كالتالي:
المعايير الوطنية للتعليم
نسبة الإنجاز: %90
إجمالي: 4.087.500
الدراسات المحلية والدولية لقياس وتقييم نظام التعليم بدولة الكويت
نسبة الإنجاز: %78
إجمالي: 3.132.500 د.ك
الاختبارات الوطنية للقبول الجامعي
نسبة الإنجاز: %22
مرحلة المشروع: المرحلة التحضيرية
إجمالي: 4.200.000 د.ك
رخصة المعلم
نسبة الإنجاز: %69
إجمالي: 2.335.000 د.ك
التميّز المدرسي لتطبيق معايير الجودة الشاملة في المدرسة
نسبة الإنجاز: %78
إجمالي: 3.000.000 د.ك
اكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين (علماء المستقبل)
نسبة الإنجاز: %67
إجمالي: 10.841.960 د.ك
المنظومة المتكاملة لإصلاح التعليم
نسبة الإنجاز: %68
إجمالي: 182.361.561 د.ك
تطبيق تكنولوجيا النانو لدعم العملية التعليمية
نسبة الإنجاز: %67
التكلفة الإجمالية: 1.000.000 د.ك
والسؤال: أين ذهبت الأموال؟ ولِمَ لا نرى أي تغيير يعكس ما جرى تحقيقه من نسب إنجاز؟!
«في القبس الإلكتروني ــــ 9 مايو 2019، بعنوان واقع التعليم.. كشفت دراسة أكاديمية أجراها أستاذ الاقتصاد بكلية الدراسات التجارية د. وائل الشويعي، وأستاذ الاقتصاد بجامعة الكويت د.نايف الشمري، عن إنفاق الكويت على التعليم لمدة 35 عاماً، مبينة أن التطور في القطاع التعليمي كان كمّياً فقط، وأن الإنفاق الحكومي على التعليم يزداد سنوياً، في حين تنخفض فعاليته وجودته».
وبالفعل، الكويت في تراجع متواصل في تقرير التنافسية العالمية، خاصة في مؤشرات جودة التعليم.
كما أنها أخفقت في الاختبارات الدولية لسنة 2016،TIMSS & PIRLS للصفين الرابع والثامن في التعليم الحكومي والخاص، والتي تقيّم وتقيس جودة التعليم في مجالات العلوم والرياضيات والقراءة والكتابة، وبانتظار نتائج 2019!
التعليم استراتيجية دولة لا أفراد، هي خطة مدروسة لإحداث التغييرات المستندة على معايير واضحة وقابلة للتطوير والقياس، لإعداد وتنمية الطاقات البشرية التي هي الركيزة الأساسية في نهوض وتقدم المجتمعات.
كويت جديدة تحتاج إدارة ذات رؤية وكفاءة.. بلا محاصصة وواسطة ومساومات!